صورة “غير محتشمة” في عام 2016
إيناس ساتر هي مصممة جرافيك ومصورة فوتوغرافية ومدونة ومحررة فيديو، تخرجت من كليه الهندسة العمارة بجامعة الخرطوم، ثم تحصلت على درجة الماجستير في الجرافيك ديزاين من Accademia Riaci في إيطاليا، بعد عودتها ركزت إيناس جهودها في ثلاثة مجالات ، وهي الـ( Illustration, Architecture, Interior Design )، كغيرها من الشباب والشابات الطموحات كانت لدىها فكرة مجلة تهتم بمجال التصميم والفنون، إختارت الاسم مبكراً ، (مجلة إكسبو الالكترونية) ، وبالغعل بعد سنوات من البحث وجدت المكان المناسب لإطلاق قدراتها الابداعية، إذ توصلت إلى إتفاق مع شركة “الموجة” في العاصمة السودانية الخرطوم إلى العمل معاً على مشروع المجلة الإلكترونية، وفي النصف الاخير من عام 2015 رأت المجلة النور، في حلة زاهية، وسرعان ما وجدت الإشادة والتقدير من الجميع، كانت أول مجلة إلكترونية تهتم بمجال التصميم والفنون في السودان.
سارت الامور كأحسن ما يكون، ولكن في يوماً ما كانت إيناس ساتر تعمل على إعداد وتصميم العدد الثالث من مجلة (إكسبو إلاكترونية)، ومن ضمن محتويات العدد الجديد كانت هنالك صورتين، الاولى لسيدة ترتدي “كعب عالي” وثوب برتغالي في أحد عروض أزياء الثوب السوداني في العاصمة السودانية الخرطوم. أما الصورة الثانية فكانت للفنانة السودانية الإيطالية أميرة خير “بدون حجاب”. هنا تدخل الشريك المؤسس لمجلة (إكسبو الالكترونية)، وأرسل إيميل إلى إيناس ساتر يطالبها بتغيير صورة الفنانة أميرة خير “الغير محتشمة” بأخرى “محتشمة” على حد تعبيره، وذكر الشريك المؤسس للمجلة في إيميله لإيناس :” نحن لا نستخدم العري، ولا شيء يمر في مؤسستنا دون أن يكون متوافقاً أخلاقياً”. تطورت الاوضاع بعد ذلك وإحتدمت بين إيناس ساتر والمجلة، الامر الذي إنتهى بتوقف المصممة إيناس من عملها في المجلة.
ولإيضاح كل الحقائق بعد أن إنتشرت القصة في مواقع التواصل الاجتماعي، قامت إيناس ساتر بكتابة تدوينة مفصلة بعنوان” What really happened to XPO“، سردت من خلالها بداية فكرة مجلة إكسبو وتعاونها مع شركة الموجة وصولاً إلى وجودها خارج أسوار المجلة. وبعد ذلك بساعات قامت إدارة المجلة بنشر بوست توضيحي على صفحتهم الرئيسية في الفيسبوك بعنوان “Rumor Correction“.
ومع الإنتشار الكبير للموضوع على وسائل التواصل الاجتماعي، تدفقت العديد من البوستات التي تستنكر الحادثة، إذ عبرت المدونة عزاز شامي عن أسفها لهذا الموقف الذي تعرضت له المصممة الشابة، وذكرت عزاز في منشورها على الفيسبوك : ” النهايات الحزينة للمشاريع الفتية تجعل فكرة دمقرطة الفن كرفاهية في ظل حكم فكري وسياسي متزمت بيملك مفاصل الدولة ورأس المال. هذه الاشكالية ستظل تظهر وتتكرر طالما رأس المال المُتاح للمشاريع ما مُستقل فكرياً عن فكر الدولة المتزمتة، وطالما أن مساحة النشر والتوزيع حكر للمتماهين مع الفكر الاحادي. وطالما أن رأس المال المُتأسلم في السودان تحّكم في محتوى مجلة مُتخصصة في الفن والتصميم ، مثل هذا السلوك سيقتل اهتمام الشباب بالخلق والابداع مستقبلاً “.
إلى متى تظل مسألة الفنون بشكل عام في السودان مقيدة بصورة أو أخرى، وإن تبادرت للبعض أنها غير ذلك؟
Click HERE to watch a short motion graphics video highlighting selected samples of Enas Satir Designs
أدناه بعض النماذج من أعمال المصممة إيناس ساتر
أضف تعليقاً